حوار مع الامين العام لمركز التحكيم التجاري الدولي النجف الاشرف
منذ 10 سنوات
155 مشاهدة
نتيجة لنمو التجارة الدولية وتشابك المصالح الاقتصادية وثورة الاتصالات التي جعلت العالم في غرفة واحدة وكذلك نمو رؤوس الأموال كاستثمارات ضخمة وعقود نقل التكنولوجيا والإنشاءات والتجارة الدولية والنقل الجوي والبحري والبري والتأمين والعقود المصرفية للبنوك من كل ذلك جاءت الحاجة الماسة لتأسيس آلية التحكيم التجاري الدولي ليكون الوسيلة الفعالة والمناسبة بل والملاذ الأمن للرجوع إليه في حسم أي خلافات تنشب بين الأطراف المتعاقدة فأصبح التحكيم يشكل عصباً مهماً في مجال الأعمال و التطوير بل وحتى إن اغلب المتعاقدين يصرون على التحكيم بعيدا عن القضاء الوطني وإجراءاته المعقدةً.. وبناءً على ذلك جاء تأسيس مركز التحكيم التجاري الدولي – النجف الأشرف الذي يعتبر تتويجاً للتوجهات الرائدة لغرفة تجارة النجف الأشرف في جعل المحافظة كياناً متكاملاً في جميع أركان الاستثمار وتكون بذلك بيئة أمنة للاستثمار وجاذبة لرؤوس الأموال والذي نأمل من هذا التوجه ان يكون فاتحة خير للمحافظة خصوصاً والعراق عموماً.. وللوقوف على تفاصيل اكثر عن هذا المركز كان لنا هذا الحوار مع المهندس زهير محمد رضا شربه الامين العام للمركز..
*ماذا يعني مركزا للتحكيم التجاري في العراق؟
– في ضوء التطورات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية ونظرا للدور الحيوي والهام الذي يلعبه التحكيم التجاري الدولي في حسم المنازعات الناشئة عن العقود التجارية بين الشركات والتجار او بينهم وبين الشركات الاجنبية , وحاجة اطراف النزاع (عراقيا ودوليا ) الى مركز يكون محل ثقتهم ويتسم بالنزاهة والعدل ، ومن هنا جاء الاهتمام الكبير بأنشاء وتأسيس ( مركز التحكيم التجاري الدولي – النجف الاشرف).
* هل هناك ضرورة اقتصادية لتفعيل مثل هذا المركز للتحكيم في العراق ؟
-نحن فخورين بهذا الانجاز العظيم وسعداء بأننا أضفنا للوطن الغالى صرحا علميا شامخا ليؤدي رسالته السامية في البناء القانوني للإنسان العراقي على النحو الذي يؤهله للتعامل مع العصر بقوة واقتدار وهذا العمل المتميز لم يأتي صدفة وان التفوق ليس ضربة حظ ولكن نتيجة العمل والجهد والتخطيط الجيد والدقيق واختيار الكوادر والتخصصات وتصميم البرامج والدورات العلمية الرصينة وانتقاء أعضاء هيئة التحكيم والخبراء القادرين على العطاء المتميز والخبرة العالمية في هذا المجال واخترنا هذا المكان ( النجف الأشرف ) حتى يكون منارة علمية عالية تنهض برسالتها حيث يجب ان تكون جهود التنوير والعلم والتحكيم ..
ونأمل ان يمتد نشاط المركز وسلطة قراراته وإحكامه عن طريق التحكيم في مختلف انواع المنازعات وليساهم في تخفيف العبء عن الشركات الوطنية والعربية والدولية وذلك لأهمية دور التحكيم المتعاظم ولما يتسم به من الاختصار في الوقت والجهد والنفقات والأجراءات ..كما ننصح الشركات ورجال الأعمال ورجال القانون وكل الذين يهمهم العمل التجاري ولاستثماري في مختلف المجلات أن يتبنوا قواعد مركز التحكيم التجاري الدولي -النجف الشرف.
* هل هناك نمط دولي او اقليمي مشابه لمثل هذا المركز في الغرف التجارية الاخرى؟
– حسب قانون اتحاد الغرف التجارية العراقية رقم (43 ) لسنة (1989) المادة التاسعة – ثالثاً والتي نصت على ان من اهداف الغرف التجارية ( القيام بدور الحكم او المشاركة في التحكيم لحسم الخلافات التجارية وتاليف لجان التحكيم وتسمية الخبراء والممثلين لهذا الغرض) … كما ان اليوم معظم دول اقليمياً وعالمياً تضم العديد من مراكز التحكيم التجاري ..
*متى تم افتتاح هذا المركز، وكيف كانت المشاركات الحضورية لمثل هذا النمط من المراكز والتي تحدث لأول مرة في العراق؟
– افتتح المركز بتاريخ 12اذار 2011 ا في حفل اقيم على قاعة غرفة تجارة النجف و بحضور ضم نواب من البرلمان العراقي ورؤساء هيئات الاستثمار في العراق والغرف التجارية ورؤوساء محاكم الاستئناف بالاضافة الى القائم بالاعمال في السفارة الفرنسية والسفارة الهولندية والفيدرالية الفرنسية للتحكيم كما حضره ممثل فريق اعادة اعمار النجف وعدد كبير من الاكاديميين والحقوقيين والمهتمين بالتحكيم التجاري ..
* اين بدأتم التدريب الاولي وهل هناك دورات مستمرة وكم وصل عدد المحكمين لحد الان؟ وهل هناك استجابة للانتماء كمحكمين لهذا المركز؟
– كانت اول دورة اقامها المركز هي اعداد المحكم الدولي والتي اقيمت في بيروت و برعاية مركز القانون والتحكيم الدولي – لاهاي والمؤسسة العربية للتدريب والاستشارات والتحكيم في بيروت بتاريخ 2010/1/12 تضمنت الدورة منهاج مكثف عن التحكيم متمثلاً بالبرنامج التالي:مفهوم التحكيم واتفاق التحكيم ودور المحكم في فحص وتحليل العقد الاصلي واتفاق التحكيم مع حالات عملية.. و شارك اعضاء مركز التحكيم في ورشة عمل خاصة بالتحكيم الدولي وموضوع التحكيم الفرنسي والتي نضمها المركز التدريبي التابع لديوان رئاسة الجمهورية للفترة من 25 تموز – 8 آب / 2010..
كما شارك اعضاء مركز التحكيم في ورشة عمل خاصة بالتحكيم الدولي حول موضوع (اتفاقية الامم المتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع و قانون التحكيم الانكليزي لسنة 1996) التي اقامها المركز التدريبي التابع لديوان رئاسة الجمهورية للفترة من 23 ايار 6 حزيران 2010..
واقام المركزورشة اعداد المحكم الدولي وبالتعاون مع المركز العراقي الفرنسي وفي مقر مركز التحكيم التجاري الدولي – النجف الاشرف للفترة من 7/7/2011 ولغاية 11/7/2011 وكان المحاضر البروفيسور دونية نيونو من جامعة ليل الفرنسية حيث شارك فيها مايقارب 60 متدرب من المحامون ومدراء الشركات والمؤسسات وهيئات الاستثمار والتجار وأصحاب المهن الذين تتطلب أعمالهم ممارسة التحكيم و المدراء التجاريين..
* كيف كان التفاعل مع هذا المركز الذي يتاسس لأول مرة على مستوى العراق من قبل البرلمان العراقي والقانونيين وهيئات الاستثمار العراقية والغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص الذي هو دائماً مبتلى بالخلافات التجارية والصناعية والتي تحدث يومياً بين العراقيين والجهات الاجنبية الاخرى؟
– على مستوى حفل الافتتاح كما قلنا سابقاً فانه شهد حضور نوعي متميز على المستويات كافة وخصوصاً الجهات ذات العلاقة مع موضوع التحكيم التجاري .. كما تلقينا العديد من برقيات التهنئة من قبل الغرف التجارية العراقية وهيئات الاستثمار ورؤساء محاكم الاستئناف وشخصيات حكومية وبعض مراكز التحكيم في دول الجوار وكلها باركت هذا المشروع واثنت عليه باعتباره الاول من نوعه في العراق..